“الست دي أمي” برنامج شهير يُعرض على القناة الثانية في التلفزيون المصري – باقة ورد تلفزيونية – وقد ارتبط باسم الكاتب المصري والمذيع الساخر “يوسف معاطي”.. فقد قدم “معاطي” من خلال برنامجه العديد والعديد من النماذج الإنسانية لقصص الأمهات، ولم يقصر برنامجه على المشاهير وأمهاتهم.. فكان للبسطاء نصيب وافر منه.

فهو يعترف بأن الأمومة لا ترتبط بالفقر؛ فهي حالة من العطاء المتدفق، سواء كانت الأم فقيرة أم غنية.. ويشير من خلال حواره معنا إلى أنه تعامل مع البرنامج كأنه هدية يقدمها لأمه، ومع ذلك فهو لا يستطيع استضافتها لأنه –كما قال– لا يستطيع التعبير عن مشاعره نحوها أمام الكاميرا.

كما أكد “يوسف” أنه لا يستطيع إجبار أحد على البكاء.. لأن البكاء في منطقة الأم تحديدًا لا يمكن تمثيله أو استدراره.. لكن لحظة الانتصار ولحظة الحصاد تكون دائما مليئة بالفرح والدموع؛ ولذا فهو يعتبر برنامجه برنامج “دموع الفرح”..

البداية كانت مقالا

* دعنا نضع أيدينا على البداية.. كيف جاءت فكرة برنامج “الست دي أمي”؟ وكيف تم تنفيذها؟

– في أوائل الثمانينيات بدأت أكتب في مجلة “الكواكب” مقالا بعنوان “طقّت في دماغي”.. كانت تظهر في كل المقالات شخصية فلكورية وهي “أمي” التي دائما أتكلم عنها.. دائما لها وجودها في المقال، لدرجة أنه في أعياد الأم كانت تأتي إليّ من خلال المجلة خطابات تهنئة بمناسبة عيد الأم، وهذا كان يسعدني للغاية، إلى أن اقترح الكاتب المصري الكبير “رجاء النقاش” عمل عدد خاص عن “الأم”، فكتبت مقالا بعنوان: “الست دي أمي”، وكان مقالا قويًّا جدا، وأحدث ردَّ فعل كبيرًا جدًا..

وبعد ذلك كتبت في مجلة “الإذاعة والتليفزيون” في عدد خاص “ستة مشاهد عن الأم”؛ كل مشهد أربعة أو خمسة أسطر، أتكلم فيها عن رحلة ابن وأم، وكان لها أيضاً رد فعل كبير جدًا، وكنت أنا والمخرج المبدع “نبيل عبد النعيم” –صديق قديم – دائما ما نفكر في عمل شيء سويًا.. فجلسنا في جلسات عمل طويلة متواصلة، وخرجنا بست أفكار يتم تنفيذها في الحلقة، وهذه الأفكار الست اختُصرت إلى فكرتين؛ وذلك بسبب الوقت والمدة المسموح بها لنا، وخرج هذا البرنامج للناس.

وأرى أن نجاح هذا البرنامج ينبع من شيء أساسي بالنسبة لي، وهو أني تعاملت مع هذا البرنامج كأنه هدية أقدّمها لأمي، وهذا كان سبب النجاح، وكذلك فإن كل شخص تعامل مع البرنامج بهذا الشكل، وكلما قابلت أي أم كنت أجد وأشعر أنها أمي؛ ولذلك نجح البرنامج بصدق.

وأعتقد أن الذي كان وراء نجاح البرنامج أيضا هم الناس؛ لأن كل شخص كان يشاهد البرنامج كان يشاهده بشكل شخصي وليس بشكل عام؛ بمعنى أنه لا يشاهد البرنامج على أنه وجهة نظر؛ فهو يشاهد البرنامج على أنه وجهة نظره هو في الأم.

* هل هناك تطوير في شكل البرنامج؟

– التطوير موجود منذ البداية؛ فقد بدأنا بست أفكار، ثم اقتصرنا إلى فكرتين كما قلت، ولكن من ضمن التطوير الذي حدث في الفترة الأخيرة للبرنامج؛ أننا قدمنا نشرة أخبار الأمهات وكانت من الفقرات الناجحة، وفي هذه النشرة أقول للأمهات كل ما يهمهن. والتطوير الآخر أننا استطعنا أن نقدم أمًّا مثالية، والبرنامج هو الذي يختارها.. اختيارا شعبيا يختلف عن الأم المثالية التي تختارها وزارة الشئون الاجتماعية، وهذه الأم تأخذ مبلغ 30 ألف جنيه.

استدرار الدموع

* هناك من يرى أن هدف البرنامج هو استدرار الدموع، وأنك تعلب على وتر العاطفة لدى المشاهدين؟

– بعض الناس قالوا هذا الكلام، أنا لا أستطيع أن أجبر أحدا على البكاء. أذكر لك موقفا يبين لك أن كل ذلك ليس فيه استدرار للدموع: فنان كبير مثل المخرج حسين كمال لا يمكن أن يبكي، رجل وهو يخرج تنتاب البلاتوه حالة من الرعب، جاء لي وهو قوي جدًا وقال لي: أنا مش هأبكي.. أوعى تفتكر أنني هأبكي. قلت: لا يا فندم، نحن نتكلم عادي، بعد عشر دقائق وعندما عاش في قصة، وبدأ يحكي عن والدته انهار في البكاء.

الفنان عبد المنعم مدبولي يبكي على أمه -وعمره تقريبا 80 عاما- كأنه طفل صغير. أمينة رزق التراجيديانة المعروفة. الكوميديانات اللي بيموتونا من الضحك.. يبكوا ليه؟

أريد أن أقول: إنها لحظة.. فأنت لا تستطيع أن تستدرّ الدموع.. بالعكس أنت تخلق حالة، فتستطيع لحظة.. أن تبكي.. أن تضحك.. أن تسكت.. أن تفعل أي شيء.. أنت حر.. أنا لم أجبرك على شيء. من الممكن أن تجري معي حوارًا عن أمي ولن أبكي ولكن يمكن أن أبكيك، لذلك كثيرا جدا منهم أبكوني ولم يبكوا!!

هناك أم أبكتني وهي لم تبك، الأم اللي أخرجت ثلاثة أطباء وهي لم تملك شيئا في الدنيا.. كانت شيئا رائعا للغاية. البكاء في منطقة الأم بالذات لا يمكن تمثيله أو استدراره.

الجميع.. المشاهير والبسطاء

* اشترك في البرنامج أمهات لأشخاص مشاهير، وأخريات لأشخاص بسطاء.. كيف توصلت لهذه “التوليفة”؟

– الأم لا ترتبط بالفقر.. الأم حالة من العطاء المتدفق، سواء كانت فقيرة أم غنية.. المعلق الرياضي الشهير اللواء علي زيور، والده باشا، النجوم التي كان يرتديها على كتفه كانت من الذهب، والدته تركية.. جلس معنا يتكلم وضحكنا وهو يتحدث عنها، وفجأة في النهاية صرخ: كفاية، وانفجر في البكاء وأوقفت التصوير.. هذا والده باشا. وأناس آخرون من الممكن أن يكون حالهم المادي متعثرا ينتابهم الشعور ذاته.

* لماذا لم تستضف والدتك في حلقة من حلقات البرنامج؟

– أشخاص كثيرون قالوا لي: لا بد أن تستضيف والدتك في حلقة من الحلقات، ووالدتي ظهرت في البرنامج من خلال صورتها في تتر (مقدمة) البرنامج بالحجاب عندما كانت تحج، الأمر الثاني أنني عملت لوالدتي غير البرنامج كتابا اسمه “الست دي أمي” وكذلك C.D. عن الأم وهو عن أمي أيضا.. كل هذه الأعمال لا تكافئ شيئا، وأيضا أجهز فيلما ومسرحية، وأكتب مقالات وأعمل حاجات غريبة جدًا من أجل أمي.

أنا لا أستطيع استضافتها. أعرف أعمل معها أي شيء من غير كاميرا.. أقبلها.. أحضنها.. أقول لها كل شيء، لكن لا أستطيع أمام الكاميرا، وأنا أعتبر استضافتي لكل أم كأنها استضافة لأمي؛ لأن الذي أقوله لهؤلاء الأمهات أقوله لأمي.. وهي سعيدة جدًا بهذا العمل، ليس لأن “الست دي أم يوسف معاطي”، هي سعيدة لأنها تحب هؤلاء الأمهات اللاتي يظهرن على الشاشة، وتقول لي: شوف الست دي عملت إيه.. أنا لم أفعل شيئا.. وهي عملت الكثير.

الاستقبال الحار

* ماذا عن علاقة يوسف معاطي (المذيع) بالأسرة المصرية التي يتم استضافتها.. وكيف يتم استقباله داخل البيوت المصرية؟

– من الأشياء التي نحرص عليها هي ألا نظهر كل ما يحدث أثناء دخول البيوت؛ فقد ذهبت ذات مرة إلى الصعيد. وفي الصعيد أنت لا ترى أي امرأة أمامك. فكنت داخل بيت، وكنت متخيلا أنني لن أجد “الست”، أكلم ابنها مثلا، ففوجئت بالست تستقبلني بعناق حار وأحضان كأني ابنها فعلا، ووجدت ابنها الصعيدي – شديد الرجولة – سعيدا جدًا ويعتبرني أخاه، ووجدتهم يحضرون أكلا: تعال كل معنا، متجاهلين وجود كاميرا.. أنا عامله النهار ده كذا.. إنت ابن حلال.

الاستقبال أكثر من رائع.. الاستقبال كان السبب الوحيد الذي جعلني مستمرا؛ لأنه إذا لم يكن موجودا لقدمت حلقة أو حلقتين ومللت كعادتي، لكن هذا الاستقبال الحار جدًا هو الذي يجعلني سعيدا بما أفعله.

الأمر الآخر: ليس من السهل أبدا أن يطرق شخص بابك ويدخل، صعب جدًا. واليوم عندما يفتحون الباب لي أجد الزغاريد في استقبالي، ورد فعل عظيما جدًا. مثلا سيدة ابنها أستاذ في الجامعة ذهبت لهم فهاتفوه وكان يلقي محاضرة.. فجاء مسرعا، وقال: لازم أسلم عليك وأعود للمحاضرة مرة أخرى.

هناك مشاعر وأحاسيس جميلة جدًا.. فنحن نحفر في أرض مصر لكي نخرج هذه الأحجار الثمينة و”الألماظات”، ونقول إن مصر فيها الكثير.. فمصر جميلة جدًا.

* كيف ترى تأثير البرنامج على الشباب المصري في تعامله مع أمه؟

– كنت أتخيل أن جمهور البرنامج من سن 40 عاما فما أكثر، ولكن عندما ذهبت إلى أحد الأندية (نادي الجزيرة) ووجدت شبابا من الجيل الجديد اللي بيقولوا عليهم “الروشين” ووجدت احتفاء شديدا جدًا بالبرنامج.. الأم ليس لها علاقة أنك تعمل “سكسوكة” أو تعمل بعض شعرك باللون الأحمر مثل لاعب الكورة إبراهيم سعيد.. ففي النهاية الأم حاجة كبيرة جدا، وأعتقد أن البرنامج أثر في كثير جدًا من الشباب، وغيّر سلوكيات كثيرين جدًا منهم.

* هل وصلت للبرنامج خطابات لأبناء فقدوا أمهاتهم ويريدون الاحتفال بهن؟

– جاءني ذات مرة شريط كاسيت أثر فينا جميعًا.. ابنة تقول: لو سمحت اسمع رسالتي، لا أريد أي شيء.. أنا أمي اسمها (…) وتوفيت وهي سيدة عظيمة جدًا، وانهارت في البكاء الشديد، وقالت: كل ما أطلبه فقط أن يقرأ الناس لها الفاتحة، وأحضرت الشريط وأسمعته للمشاهدين وقلت لهم: شيء جميل جدًا أن نتذكر الأمهات اللاتي رحلن ونقرأ لهن الفاتحة، وحينئذ يشعرن أننا تذكرناهن، والذكرى في حد ذاتها شيء جميل.

السيدة النوبية

* عند إجراء عملية استرجاع سريعة لحلقات البرنامج الكثيرة.. ما هي الحلقة التي تقف عندها وتتأمل مواقفها؟

– هناك حلقة أثرت فيّ بشكل شخصي، وهي الحلقة الوحيدة التي بكيت فيها وظهرت وأنا أبكي، فخرجت مسرعا من أمام الكاميرا.. كانت سيدة نوبية وأنا عندي عشق للنوبيين.. جميلة الملامح.. سيدة عجوز وكانت قعيدة.. ذهبت إليها، وكانت ابنتها قد أرسلت لي خطابا تقول: إن أمي لا تبتسم أبدا الآن، ابنها وابنتها وزوجها ماتوا جميعهم في فترات متقاربة، وإنها لم تبك، لكنها صامتة صمتا حزينا، فعندما ذهبت وجدت وجهها بشوشا جدًا وجميلا جدًا.. وأخذنا نتحدث، ثم قلت لها: إن ابنتها ستقرأ ردنا على خطابها، وقرأت الابنة قائلة بأنها ستسافر إلى “رحلة عمرة”.. فوجدت السيدة تنظر إلى أعلى وتحدث الله سبحانه وتعالى قائلة: “أنا عارفة إنك كنت حايشها لي، وعارفة يا رب إن إنت كتبتها لي، ومحضّرة الجلابية والطرحة، والله عارفة وشايفاك – تقصدني أنا – في الحلم جاي تديني العمرة.. بس أنا مش هأشكرك أنت. ووجدت هذه السيدة تتحرك ونزلت على الأرض ساجدة.. تسجد وتقوم أكثر من مرة.. لم أستطع تحمل هذا المشهد، فأخذت أبكي وبعدت عن الكاميرا.. أحسست كيف أن الأماني البسيطة لهؤلاء الناس شيء رائع.

أريد فيديو

* بعيدًا عن لحظات البكاء والشجن، هناك أكيد مواقف طريفة حدثت لك أثناء تسجيل بعض الحلقات.. نريد أن نعيشها معك؟

– هناك سيدة أرسلت لي أكثر من أربعين خطابا لكي تسافر تحج، وعندما ذهبت إليها وكانت في بلدة بعيدة جدًا، وبعد رحلة 6 ساعات.. طرقنا باب البيت قالوا لنا إنها سافرت للحج.

وهناك أم كانت أروع ما يمكن، أرسلت لي خطابا تريد جهاز فيديو.. فذهبت لها، وأول ما دخلت قلت لها أحضرت لك الفيديو، ولم أقل لها “إزيك”، الفيديو أهو.. بس احكي لي الفيديو عايزاه في إيه؟ قالت لي تعالى أحكي لك: شوف أنا ابني اتجوز، وكانت رجلي مكسورة وصوروا الفرح فيديو.. وأنا مش عارفة أشوف الفرح، وفي نفس الوقت الشريط معايا فقلت نفسي أقعد أتفرج عليه.

فجلسنا معها نشاهد الفرح وعلمتها كيف تشغل الفيديو، وكانت سعيدة جدًا، أمنية بسيطة لكن كان لها معنى.

* ارتبطت كلمة “الأم” الآن وبعد برنامج “الست دي أمي” باسم يوسف معاطي.. فماذا يمثل لك ذلك؟

– يمثل لي أكبر حلم في حياتي: أن ترتبط كلمة الأم بي.. كل أنواع التكريم لي في هذا البرنامج، كان أجمل ما فيها حينما تكتظ القاعة بعدد كبير من الأمهات.. فتجد استقبالك بالزغاريد.. استقبالا مختلفا وجديدا ومهما جدًا، وأيضًا دعاء هؤلاء الأمهات يفتح لي الطريق.

كتبت مسلسلا في تليفزيون “أبو ظبي” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون، وحدث اعتراض وقالوا: لا بد من تصفية هذا المؤلف، وفي أحد الأيام كنت جالسا في أحد المقاهي مع صديق لي فقال صديقي: اجلس داخل المقهى أفضل من أن يحدث لك شيء.. وكانت توجد سيدة واقفة، وقالت له: هذا لا يمكن أن يحدث له شيء.. دا احنا نأكلهم.. لا تخف ربنا يحميك، كفاية الأمهات اللي بيحبوه.. فشعرت أن الأمهات “بودي جارد” لي أو “حامي” من أي مكروه من الممكن أن يحدث لي.

شارون يقتل أمه

* بمناسبة الحديث عن شارون.. هل كتبت حلقة في هذا المسلسل عن شارون وأمه؟

– بالفعل كتبت حلقة عن علاقة شارون بأمه وفي إطار كوميدي، وقلت إنه جاء تقرير لشارون من أجهزة المخابرات يقول له إنه مطلوب قتله وكل الناس تكرهه فحاول أن تزيد من الحراسة حولك.. فبدأ يخاف.. فجاء له تقرير آخر يقول له: إن الذي سيقوم بقتله هو من أقرب الناس إليه.. فطرد السكرتير، ثم قتله، وظل يضرب في الدنيا كلها، فذهب لابنه.. وقدم له الأخير كوبا من العصير ليشربه، فشك أن يكون في العصير سم فقتل ابنه.. بعدها قال: ليس لي غير أمي فذهب لها وقال لها أنا جئت إليك لأن كل الناس تريد قتلي، وأخذها في حضنه ثم ضربها بالخنجر في ظهرها.. وقال لها: معلهش شكلك كدة مريحنيش!!

* ما رأيك في دخول الإعلانات في البرامج.. وهل ذلك يحدّ من قيمة الرسالة الإعلامية المقدمة؟

– دخول الإعلان في البرامج أصبح عنصرا مهما جدًا.. لأنه بدون الإعلان أنت لا تستطيع أن تعمل الذي تراه الآن. “هتشكوك” المخرج العالمي كان دائما يقدم برامجه ويقول إنه كان له عم رذل جدا وحديثه مملا وسخيفا ودائما يحكي عن بطولات زائفة وكان دائما ما يدعوني للعشاء فأتحمل طول الوقت عندما كان يحكي هذه الحكايات لأنه كان يدفع ثمن العشاء ويقول: والآن مع الفقرة الإعلانية. ولكي تصل إلى هذه الحالة لا بد أن يكون هناك إعلانات حتى ولو كانت هذه الإعلانات تقطع التواصل والبعض يتضايق منها.. لا بد أن يكون هنا إعلانات ويجب أن نكون واقعيين.. فأنا لا أستطيع أن أعمل هذا البرنامج بهذا الشكل، بالإضافة إلى تحقيق أماني هؤلاء الأمهات، فكل ذلك لا يتحقق من خلال الشكل الروتيني.

* بعد مرور هذه السنوات.. هل ما وصل إليه البرنامج من نجاح يرضي غرورك أم ما زال هناك ما تريد تحقيقه؟

– بعض الناس يرون أن هذا البرنامج من الممكن أن يستمر 20 عاما؛ لأن كل يوم تخرج بطولات لأمهات، فمثلا أين أم الشهيدة وفاء إدريس؟ وأين أم الشهيد محمد الدرة؟ أليس هؤلاء أمهات ويقلن أشياء مهمة جدًا؟ أريد أن أقول: إن الفكرة نفسها تعيش كثيرا، لكن أقول لك بصراحة: لكي أستمر سنة أخرى أو أكثر فيجب أن أجد فكرتين جديدتين ولامعتين جدًا وفي منتهى الغرابة لأستطيع وأنا أقدم البرنامج أن أقدم زاوية جديدة.

* ماذا تعلم يوسف معاطي من برنامج “الست دي أمي”؟

– تعلمت من هذا البرنامج أشياء كثيرة جدًا.. تصور هذا البرنامج ماذا فعل بي؟ أصبحت لو حدث لي أي شيء في هذه الدنيا أقارنها بأي لحظة تحدٍ قالتها لي أي أم من هؤلاء الأمهات.. فأقول لنفسي: إنت مدّلع قوي.. يا راجل الست كان أمامها كذا وكذا واستطاعت، فقد أعطتني الأمهات كثيرا جدا من الصلابة وكثيرا جدا من القوة والصبر.. أصبحت لا يعنيني فشل عابر، وأصبحت مؤمنا بشيء خطير وهو أن نتيجة الأشياء ليست فورية، هذه الأم عاشت سنوات طويلة جدًا ولكن النتيجة حصلت عليها الآن بعد كل هذه السنوات، فتعلمت أن أعمل وأن أجتهد في عملي، فليس مطلوبا أن آخذ أجري غدًا، لكني أنتظر فإنه سيأتي في أوانه.