أحمد عبد السلام
أخي اعشق، وغنِّ، وهات الدموع!

وعش في الحياة!

فلا كان عيش كدود القبور!

***

ولا تسأل يا صاحبي من أحب؟

ستعشق يا صاحبي واحدة

ككل النساء!

ولكنها لن تكون لديك ككل النساء!

سترنو إليها كأصل الجمال

كنبع الجمال

وننسى جذور الجمال هناك بعيدا بجوف الطبيعة

فتنسى المياه وعطر المروج

وتنسى السماء وسحر النجوم

وتنسى القمر

أخي انظر إليها وحيِّ الجمال!

وخلِّ الطبيعة أصل الجمال!

***

أخي اجلس بليل عميق السواد

يجلله لؤلؤ من نجوم

لتصغى إلى همسات النسيم

وهذي الضفادع حين تنادي

وتلك الجنادب حين تصيح!

وغنِّ مع الناي يا صاحبي

لتسمع صوت الحياة ينادي

وصوت الحبيبة يا صاحبي

أتهتف…… إني أهيم به؟

أصوت الحبيبة يا صاحبي

سيعلو على همسات الحياة؟

***

أخي انظر لهذي السماء طويلا

وكيف تزغرد فيها الطيور

لهذي الشجيرات حين تميل

وهذي الزوارق حين تسير

وهذي المياه!

فأصل المياه بكاء المحبين منذ القدم

تجمع في مثل هذا الغدير

ليجري، فيملأ أرضا بزرع نضير

وزهر يضوع!

هدوء الحبيبة يا صاحبي

أتهتف.. إني أهيم به؟

وهذا الجلال.. هدوء الطبيعة..

أما فيه يا خل كل الجمال؟

***

أخي يا رفيق

لتشهد يوما هياج المياه

وكيف ستقذف بالزورق؟

فيصرخ يا صاحبي صرخة

تضيع بعيدا

أخي انظر إلى الريح حين تثور

وكيف تبعثر هذي الطيور..

فتسمع أناتها في الفضاء

وهذا الشجر

ستسقط أوراقه الذابلات

لتشدو -على الأرض- لحنا حزينا

يضيع مع الريح حين تروح!

أخي ابك هنا!

اهجر الحبيبة يا صاحبي

يزيد الدموع..

وهذي الطبيعة

أما تستحق عصي الدموع؟

***

ولكنك يا صديقي عشقت!

وكان الجمال جمال الحبيب

ولم يشجني غير صوت الحبيب

وكان الهدوء هدوء الحبيب

ولم أبك إلا على هجره..

أيا صاحبي، وعشقت البكاء!

وسالت دموعي..

لتنعى معي عهد هذا الغرام

.. فلما أفقت…

.. وجدت القمر!

أخي والشجر!

وصوت الجنادب والضفدع!

وهمس الشجيرات قرب الغدير

وشدو وريقاتها الذابلة!

شدوت أنا..

أنا مثلها.. ذابل يا رفيق!

حنوت عليها..

قبضت على حفنة في يدي

وألقيتها في مياه الغدير

وقلت.. سلاما

غدا نلتقي!

طالع في نفس الموضوع: