رغم استهلاك الوطن العربي ما قيمته 1.5 بليون دولار سنويا من عقار “أفانديا” المخصص لمرضى السكري فإنه لا توجد مقالة علمية واحدة باللغة العربية عن هذا العقار سوى مقالة يتيمة على موقع موسوعة المعرفة الذي يعد مشروعا علميا ثقافيا يهدف إلى جمع المحتوى العربي والإضافة إليه.

ورغم حداثة عمر الموسوعة التي انطلقت في 16 من فبراير 2007 بهدف تكوين موسوعة دقيقة ومتكاملة ومتنوعة ومفتوحة ومحايدة ومجانية لكنها تضم حتى الآن 35760 مقالا باللغة العربية. كما حصلت من حكومة الهند على 25000 كتاب ومخطوط (2.4 مليون صفحة) باللغة العربية يرجع تاريخ نشر أغلبها إلى الفترة ما بين 1800 إلى 1920، بينما يوجد من بينها مخطوطات تعود إلى القرن الأول الهجري، فضلا عن مجموعة من المخطوطات التي لم تحقق ولم تنشر بعد.

كما تضم كتبا مميزة مثل: كتاب “القانون” لابن سينا (820 صفحة) وكتاب “الشفاء” لابن سينا (560 صفحة) وكتاب “أمثال العرب” (177 صفحة) وكتاب “تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق” (387) صفحة، و”الحملة المصرية من باريس إلى صحراء التيه” بقلم علي باشا فؤاد قائد جيش جمال باشا العثماني لتحرير ترعة السويس 1916… إلى آخر الكتب التراثية المهمة. ما دفع جامعة “نورث كارولينا” إلى وضع رابط الموسوعة، كواحد من سبعة مواقع للمخطوطات العربية، مع المكتبة السليمانية بإستانبول، وفهرس مخطوطات جامعة الأزهر، وفهرس جامعة برنستون للمخطوطات العربية.

د. نايل الشافعي

مؤسس الموسوعة ومديرها هو الدكتور نايل الشافعي صاحب ومدير إحدى شركات الاتصالات في الولايات المتحدة والمحاضر في معهد مساتشوستش للتكنولوجيا MIT والاستشاري للعديد من الهيئات الدولية والعالمية منها هيئة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية FCC وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP.

ورغم اهتمام الشافعي بالاتصالات وتخصصه فيها لكنه عاشق للتراث العربي ومهتم بالعمل على إتاحة المحتوى العربي على الإنترنت وتطويره، وحول الموسوعة وإدارتها وطموحه الذي حركها كان معه هذا الحوار:

الهند نقطة بداية

* بداية.. كيف حصلت على هذه الكتب والمخطوطات؟ وما أهميتها من وجهة نظرك؟

– “راج ريدي” هو أحد أشهر علماء الحاسب في العالم، وهو عميد معهد علوم الروبوت بجامعة “كارنجي ميلون في بتسبرج” بولاية بنسلفانيا، وهو كذلك من مواليد حيدر آباد بالهند. ومنذ 20 سنة، جمعتنا مناقشة حول كتاب “كليلة ودمنة” وأصله الهندي “بانشا تانترا” ومختلف الأشكال واللغات والحضارات التي مر بها هذا الكتاب حتى وصل للحضارة العربية، التي قدمته لأوروبا فيما بعد، فصارت صداقة منذ ذلك الحين وما زالت متواصلة حتى الآن.

“راج” هو أحد مؤسسي مشروع جوتنبرج للحفاظ على التراث الإنساني العالمي وكذلك مشروع المليون كتاب، وقد استطاع مؤخرا إقناع الحكومة الهندية بعمل مسح ضوئي لكافة المخطوطات والكتب القديمة لديها. وكان من ضمن تلك المخطوطات والكتب التي تم نسخها أكثر من 100000 مخطوط وكتاب باللغة العربية. وللوقوف على أهمية هذه المخطوطات، يكفي أن نعرف أن “قائمة بروكلمان” لأهم مصادر الكتب والمخطوطات العربية تضم 16 مكتبة بالهند بين أهم 168 موقع بالعالم.

هذه المخطوطات والكتب العربية الآتية من الهند هي شاهد على مدى التقدم الذي أحرزته الهند في ظل الحضارة الإسلامية، فاللغة العربية كانت لغة العلم والحضارة والبلاط في سلطنة الهند المغولية، ومعظم ممالك الهند حتى استقلال الهند عام 1947. فنرى أن ملوك الأقاليم كانوا هم أنفسهم أدباء يصنفون بلغة عربية رصينة يحسدهم عليها بنو الضاد.

كثير من أمهات الكتب العربية توجد نسخها الوحيدة بالهند، وبعضها تم تحقيقه ونشرت مئات النسخ منها من قبل “دائرة المعارف العثمانية” بحيدر آباد الدكن (كما كانوا يصدّرون كل كتاب) والتي أسسها عماد الملك حسين بلجرامي، وسير أكبر حيدري، وعمل فيها جهابذة حماة العربية أمثال الراجكوتي وشبلي النعماني.

ثم بعد 60 عاما من استقلال الهند، إذ بحيدر آباد تفتقد لشخص واحد قادر حتى على قراءة وكتابة عناوين ما كان أجداده المباشرون يصنفونه بالعربية. ووصل الحال إلى أنهم يفهرسون هذه الكتب والمخطوطات الآن بحروف لاتينية ركيكة. ولا غرو وقد تبدل حال المسلمين من سادة الهند إلى أفقر أهلها.

بيت القصيد أن الحكومة الهندية عرضت إهداء نسخة من كافة المخطوطات العربية لديها لإحدى الجهات العربية، فاشترطت تلك الجهة أن تدفع لها الحكومة الهندية مبلغ 25 سنتا على كل صفحة من تلك المخطوطات قبل قبول تلك الهدية، علما بأن الجزء الأول من الهدية كان يتكون من 2.5 مليون صفحة، فرفضت حكومة الهند بالطبع هذا الطلب. وعندما حكى لي البروفيسور “ريدي” هذه القصة فقلت له أعطها لي وسأعمل أنا على نشرها.

* ولكن ألم يسبق لأي جهة محاولة التعامل مع هذا الرصيد التراثي؟

– لم يستطع الهنود -كما ذكرت- تصنيف هذه الكتب، ولا حتى قراءة عناوينها، لافتقارهم لمن يعرف العربية. وقد أعطوا جزءا صغيرا من تلك الكتب لمكتبة الإسكندرية الجديدة، التي قامت بنشر النزر اليسير منها، وبطريقة لا تتيح لأحد الاطلاع على الكتاب كاملا إلا إذا ذهب إلى مبنى المكتبة للاطلاع عليها، مما دفع بعض المواقع الإلكترونية العربية إلى التسلل والحصول على بعض من تلك الكتب من موقع المكتبة، وبثها على مواقعها.

يذكر أنه بعد أن نشر موقع “المعرفة” بيانات بعض هذه المخطوطات باللغة العربية، بعد توثيقه، وتوفير نبذة عن كل مخطوط، طلبت كل من حكومة الهند، ومشروع جوتنبرج، الحصول على نسخة من هذه البيانات.

كي لا نضيع الوقت

* لاحظنا أن عددا قليلا من الكتب يوجد نصه الكامل على الموقع، فما السبب؟ وما هو الجهد المطلوب حتى يتم تحميل الكتب كلها؟

صفحة من كتاب “القانون” لابن سينا

– نعم، هذا صحيح، فكل كتاب يستغرق نحو نصف الساعة حتى يتم نشره إلكترونيا، بالإضافة إلى 30-60 دقيقة للتوثيق، أي إعداد نبذة عن الكتاب والكاتب ونبذة عن مجهودات تحقيقه. وقد بدأنا بالكتب التي لا تتوافر نصوصها، حتى لا نضيع مزيدا من الوقت، ولكن بعملية حسابية بسيطة، يمكنك أن تعرف كم من الوقت يستهلكه نشر 25000 كتاب، وهو رصيدنا الحالي، والذي سوف يتعدى قريبا بإذن الله مائة ألف كتاب.

لذلك فنحن نعول على فكرة التطوع لإنجاز هذا المشروع الضخم، والذي لا يمكن إنجازه بإمكانات أي مؤسسة أو دولة مهما كانت مقتدرة، فما بالنا بدولنا. ومن الخطأ -ومن العيب أيضا- أن ننتظر أن تأتي جهة أجنبية، لتقوم بمشروع للحفاظ على تراثنا، فليس هناك غذاء مجاني، كما يقول الأمريكان. لذلك فأنا أرجو من كل قارئ يرى فائدة من هذه الموسوعة أن يساهم ولو بإضافة جملة في أي موضوع.

وفي سبيل ذلك، فقد اتجه فكرنا إلى وضع صور صفحات الكتب والمخطوطات الموجودة لدينا على برامج تعاونية للتحرير (ويكي) والتدوين (برنامج التدوين التابع لمشروع جوتنبرج) وقمنا بربط الكتب والمخطوطات بباقي مداخل الموسوعة، لتيسير الأمر على المتطوعين. ولاختبار فاعلية النظام ولتحفيز الآخرين على المشاركة، فقد قمنا بالنشر الإلكتروني لنحو مائة كتاب، ثم أطلقنا بيانا صحفيا في مطلع شهر رمضان الماضي معلنين عن إطلاق مشروع معرفة المخطوطات، أحد مشروعات موسوعة المعرفة. وقد كانت ردود الفعل مشجعة من ناحية عدد الزوار الذين أتوا لتحميل ما يروق لهم من الكتب الموجودة، إلا أنه من عشرات الآلاف من الزوار، لم يتجاوز عدد من تطوع للمساهمة في تدوين المخطوطات أصابع اليدين.

* نرجو إلقاء مزيد من الضوء على خطوات المشروع؟ وكيف يمكن للقارئ أن يساهم فيه؟

– بدأنا أولا بـالحصول على صور المسح الضوئي للمخطوطات، ثم قمنا بتدوينها، كخطوة ثانية، أي تحويل الصورة إلى نص يمكن التعامل معه تحريريا. وذلك عن طريق برنامج تدوين المخطوطات عن بعد Distributed Proofreading والمتاح على مشروع “معرفة المخطوطات”. وهذه الخطوة تتطلب جهدا فائقا ندعو القراء الكرام للمشاركة بالتسجيل فيه.

نحن نعول كثيرا على شبابنا العربي في التطوع للمشاركة في هذا المشروع، فهو حقاً مشروع ضخم يماثل ما تم في أوروبا في نهاية العصور الوسطى.

أما الخطوة الثالثة فتتضمن نشر المخطوط إلكترونيا، مقرونا بمقالات توضيحية وتعزيزية مقتبسة من موسوعة المعرفة، أو من مصادر أخرى؛ تتعلق بالمخطوط وكاتبه. ويمكن لكل قارئ لـ”للمعرفة” تحميل المخطوط، أي القيام بنسخه وحفظه للاطلاع عليه عند الحاجة، كمرجع مهم أو تحقيقه ونشره أو الإسهام بإضافة معلومات عن المخطوط/الكتاب أو الكاتب.

أما الخطوة الرابعة فهي تقديم نص المخطوط إلى مشروع جوتنبرج Gutenberg Project لنشر كتب التراث العالمي، وذلك بموجب انضمام موسوعة المعرفة إلى عضوية هذا المشروع، لتكون بذلك المشارك العربي الأول والوحيد في هذا المشروع العالمي المهم. ونحن نعول كثيرا على شبابنا العربي في التطوع للمشاركة في هذا المشروع، فهو حقا مشروع ضخم يماثل ما تم في أوروبا في نهاية العصور الوسطى من جهود هائلة لترجمة المعارف العربية والإسلامية إلى اللغات الأوروبية ونشرها باللغة اللاتينية، وكانت تلك الحملة هي الشرارة التي أطلقت عصر النهضة في أوروبا.

تبادل للمحتوى

* ما هي ملامح تطوير هذا المشروع، وآفاقه المستقبلية؟

– موسوعة المعرفة في طريقها للحصول على نحو 80000 كتاب ومخطوط باللغة العربية من الهند يعود بعضهم إلى القرن الأول الهجري. كذلك تم الاتفاق على الحصول على 8000 كتاب من الصين مكتوب بالعربية، ونعمل الآن على الحصول على مخطوطات عربية من تنبكتو (مالي).

وبالإضافة للمخطوطات والكتب المكتوبة باللغة العربية، فقد عرضت جامعة كولومبيا تزويد الموسوعة بالصور والترجمة الإنجليزية لألفي بردية مصرية، ترجع إلى الفترة ما بين 300 ق.م. و 700 م.

كذلك حصلت موسوعة المعرفة على أكثر من عشرة آلاف مخطوط وكتاب مكتوبة بلغات أخرى تستخدم (أو كانت تستخدم) الأبجدية العربية مثل الفارسية والتركية والشياورجن (الصينية الماندرينية بحروف عربية).

وإذا كانت عودة التركية لاستخدام الأبجدية العربية غير وارد، فأضعف الإيمان أن نساند اللغات الصغرى التي ما زالت تستخدم الأبجدية العربية، والتي تشهد حملة شديدة للتحول للحرف اللاتيني، مثل الهوسا، والكردية، والتمازيغت، والتركستانية الشرقية، والطاجيكية، وبهاسا بروناي، والجاوي.

إن ما ننشده مع تلك الثقافات واللغات هو تبادل المحتوى الإلكتروني على قلته لدى الطرفين. وهذا الأمر يحتاج إلى بحث وجهد منفصل، وكلها جهود تحتاج للمتطوعين لإتمامها، وهو ما نحب توصيله من خلال إسلام أون لاين لما لجمهورها من تميز نوعي وكمي.

* كثرت في الآونة الأخيرة مؤتمرات رقمنة التراث العربي، والدعوات المنادية بذلك.. كيف ترى هذا الموضوع؟

– سأكتفي بمثالين أجيب بهما على سؤالك، أولهما خبر ورد في مجلة المستقبل العربي عدد يناير 2007 (ص 148) عن الاجتماع التأسيسي للهيئة العليا لمشروع “الذخيرة العربية” أو “الإنترنت العربي” الذي انعقد في الجزائر في 14 من يونيو 2006 تنفيذا للاجتماع السابق عليه في مسقط عام 1989 (حسب كاتب المقال). النظر إلى التاريخين يجيب عن سؤالك!

أما المثال الثاني فهو تكوين مجموعة حكومية عربية في عام 2005 لرقمنة التراث، وكانت مؤلفة من 4 أشخاص، وبعد سنتين من التكوين، لم ينشروا حتى مجرد خطة عمل، إلا أن ذلك لم يمنع من حضور نحو 15 ممثلا لتلك المجموعة مؤتمرا في دولة إسكندنافية لتقديم إنجازات المشروع!

في الشكل فقط

* عند دخولنا على موقع المعرفة، وجدنا أنه نسخة من ويكيبديا.. فما هو الفارق بينهما؟

– تشبه موسوعة المعرفة موسوعة ويكيبيديا في الشكل الخارجي فقط، وذلك بسبب استخدام نفس برنامج النشر الذي تستخدمه آلاف المواقع الأخرى، وهو البرنامج المسمى ميديا ويكي، لنشر الموسوعات باستخدام التحرير التعاوني، وهذا هو سبب التشابه في المنظر العام.

ومبدأ التحرير التعاوني كان قد استـُخدم عام 1999 لإنشاء جنوبيديا GNUpedia أول موسوعة حرة تعاونية، من قبل ريتشارد ستالمان أبي البرامج الحرة والذي طور العديد من البرامج المفتوحة المصدر، والتي منها نظام تشغيل جنوGNU (لينوكسLinux هو أحد نسخه) وكذلك برنامج ويكي.

أما جنوبيديا فقد ابتلعها مشروع يستخدم برنامجا اسمه نوبيدياNupedia يملكه جيمبو ويلز (صاحب أكبر محرك بحث للمحتوى الإباحي على الإنترنت) وقد غيرت نوبيديا اسمها عام 2001 لتصبح ويكيبيديا، والبرنامج المحرك للموسوعة الذي بدأ بنسخة ستالمان أصبح ميديا ويكي الذي تستخدمه موسوعة ويكيبيديا، وكذلك المعرفة.

أما بالنسبة لويكيبيديا العربية فقد كنت أنا من أوائل وأكبر المساهمين فيها. إلا أني شعرت بالحاجة لبدء مشروع مستقل لما لمسته من حاجة ماسة لجمع المحتوى العربي (المرخـَّص) لكي نخصص جهود التحرير للبناء من حيث انتهى الآخرون. فخلافا للغات العالم الكبرى الأخرى، تفتقر الثقافة العربية إلى المحتوى الإلكتروني، ويفاقم من ذلك الوضع قصر عمر المواقع الإلكترونية العربية، مما يجعل محتواها الإلكتروني مملوكا لكيان اعتباري قد زال من الوجود، ولا يستطيع حتى كاتب المحتوى نشره في مكان آخر. جيمبو ويلز صاحب ويكيبيديا يريد محتوى كـُتب خصيصا لويكيبيديا، أو محتوى تنازل صاحبه عن كافة حقوقه فيه، كي لا ينازعه فيه أحد إذا ما قرر طرح هذا المحتوى للبيع في صيغة كتاب أو قرص، أو إذا باع شركته المالكة لويكيبيديا. وهناك خلاف كبير حول تفسير وتطبيق رخصة جنو للوثائق الحرة، بين من صاغها، ريتشارد ستالمان، وبين جيمبو ويلز.

دفعني إلى ذلك أيضا، كثرة التناحر في ويكيبيديا العربية، الأمر الذي أبقى ويكيبيديا العربية على حجم أقل من نصف الواحد بالمائة من حجم ويكيبيديا الإجمالي، فنرى مقالا مثلا عن البيروني، بعد عشرة إسهامات على مدى سنتين لا يتعدى طوله سطرا واحدا، من كثرة ما يحدث من عمليات الحذف.

لذلك فقد ارتأيت إطلاق موسوعة المعرفة على أن يكون هدفها البناء من حيت انتهى الآخرون وذلك بجمع المحتوى العربي الرقمي من مختلف المشارب بما لا يخالف القانون، واستعنت فيها – في البداية- بمقالات من مواقع مصرحة بالنقل مثل: ويكيبيديا العربية، ومجلة العربي الكويتية، وموقع إسلام أون لاين، وموقع الكنيسة القبطية، وموقع الأمم المتحدة،… وغيرها. ومع نمو الموسوعة وانطلاق مشروعاتها المختلفة أصبحت تلك البذرة، مع اعتزازنا بها جزءا صغيرا من مجموع الصفحات.


أحمد عبيد