شهر رمضان هو شهر يتمتَّع فيها المسلم بالصفاء الرُّوحي، فيه يدع المسلم شهوته لله سبحانه وتعالى، ولذلك فإن الله عز وجل جعل جزاء الصيام منه سبحانه وتعالى: قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ في صحيح الحديث: “كل عمل ابن آدم يُضاعَف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم؛ فإنه لي، وأنا أجزي به، يدَع شهوتَه وطعامه من أجلي”.

فالمسلم الذي يريد تحصيل أجر الصيام يمتنع عن تحصيل شهوته ويتركها لله، والزواج ليس من الأعذار المبيحة للفطر اتفاقاً، وإن كانت المباشرة الجنسية الكاملة ممنوعة في نهار الصيام فإن الله قد أباح للرجل أن يأتي أهله في ليالي رمضان دون النهار، قال الله تعالى: أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنّ.. [البقرة:187]

أما عن مقدمات الجماع والمباشرة التي تسبق الجماع فهي جائزة، ولكن إن خشي أن يقع في الجماع الكامل كره له ذلك، فإن أمنى فقط فيلزمه الإمساك والقضاء ولا كفارة عليه، على رأي الجمهور، فإن وقع في المباشرة الكاملة فإنه يلزمه القضاء والكفارة، والكفارة هي: عتق رقبة، فإن لم تجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم تستطع فإطعام ستين مسكيناً.